بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 23 يونيو 2010





..
الأربعاء, 23 يونيو 2010 09:30
علبة سيجارة أنقذتني من الموت.. وأصدقائي الثلاثة راحوا ضحية عاصفة بحرية..
نواكشوط ـ الربيع ولد ادوم
لا يزال الشاب المغامر، الخميني ولد محمدن، بعد وصوله إلى ذويه في نواكشوط، غير مصدق لنجاته من حادث غرق الزورق البحري الذي كان على متنه قبل أسبوع من الآن في شواطئ نواذيبو؛ شمال موريتانيا.
الخميني؛ الثلاثيني من العمر، نجا بأعجوبة من حادث الغرق المروع الذي راح ضحيته 3 بحارة موريتانيين اثر عاصفة بحرية أدت إلى تحطم الزورق وغرق شابين لم يعثر على جثتيهما بعد، فيما ظل الثالث، وهو قائد الزورق متمسكا بقنينة بلاستيكية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يقاوم أمواج المحيط قبل ان يعثر عليه زورق مدني ويقوم بتسليم جثته لقوات البحرية.
بدأت قصة الخوميني عندما انتقل الأسبوع المنصرم إلى العاصمة الاقتصادية نواذيبو لخوض تجربة صيد جديدة بعد انتهاء العطلة الخاصة بالصيد التقليدي الثلاثاء الماضي والتي استمرت شهرا كاملا.
يقول الخوميني وهو يدخن سيجارة المالبورو "صباح الثلاثاء الماضي كانت لدي رحلة مع ثلاثة من زملائي، الساعة الواحدة أبحرنا وبعد ان قطعنا 4 اميال تذكرت إنني لم اصطحب معي علبة المالبورو.. كان علي أن آخذ السجائر لأنه لا يمكنني قضاء يوم عمل بدون تدخين، وعندما تحدثت مع الشباب رفضوا نهائيا أن يعودوا إلى الشاطئ او ان يمروا على إحدى السفن القريبة حيث يمكنني ابتياع السجائر".
ويضيف: "قرروا تركي على جسر حجري على الشاطئ يوصل الى المدينة غير بعيد من منطقة البونتيه.. وعدت لأنني كنت مقتنعا إنني لن اذهب في رحلة صيد بدون سجائر.. فيما بعد أصبحت علبة السجائر هذه كأنها خيط النجاة الذي أعادني من رحلة كنت قد افقد فيها حياتي".
يتذكر الشاب رفاقه من البحارة الذين قضوا في رحلتهم الأخيرة "كان معي محمدن ولد محمد محمود-31عاما متزوج وأب لولد/ محمد ولد اشدو-36 عاما أب لطفل وطفلة واسماعيل ولد ماء العينين وعمره 20 سنة وهو متزوج منذ شهر فقط.. لقد راحوا كلهم في تلك الرحلة التي لن أنساها طوال حياتي".
الخوميني خاض الكثير من رحلات الصيد فقد مارس عمله كبحار منذ 2004 وكسب أموالا من ذلك، وقد كسب مليوني أوقية في رحلة صيد دامت 9 أشهر.. وهو يعترف بان البحر بقدر ما يطمر من الخير فانه ينطوي على المخاطر.. وبرغم ذلك فستبقى رحلته الأخيرة محفورة في الذاكرة.. وإلى الأبد.